الأحد، 9 ديسمبر 2012

شيء من الذاكرة رحلة إلى أثينا ـ1

هذا العالم المشبع هوائه بأنفاسنا ماهو إلا إحداثيات تقاس بحركة الشهيق والزفير , محاولاتنا بإجتياز أحلامنا هي أيضاً ضرب من الأحلام وإجتيازها يحتاج أن تطوق نفسك بطوق من الأمل , مخزوننا الماضي هو أشبه بسرادق كبير لاناصب له يحتاج منا ان نزوره وأنفاسنا هادئة من الشهيق , مرورنا لتلك الشواهد هو أشبه بالظل الذي تبحث عنه بظهيرة نار ساحنة !!.

عندما هبطت طائرتي بمطار أثينا ناولت دفتري الأخضر لعاملة الجوازات وقالت لي ولكم تو أثينا / تبسمت لها قليلاً حتى لايتدلى الكثير من شاربي , أستطعت أن أحمل أثقالي القليلة معي لأودع تلك الصالة الشمطاء الممتلئة بالأنفاس المثقلة بالبؤس , مارأيته في مطار أثينا كان بؤس حقيقي صفعني به هرقليطس عندما قال كلمته الشهيرة ( إننا لانستحم بماء النهر مرتين ) عرفت حقيقة ماقال عندما رأيت تلك الأوجه التي تحذق بوجه الغريب بسوداوية مريبة .
أتجهت لفندقي المعد مسبقاً ( هولدي إن ) والذي تقابله حديقة غناء وجبل أخضر شاهق تتسابق على تلاله الكنائس والدير الصغيرة , وفي الرصيف الملازم للبناء كانت هناك عدة أكشاك ملتزمة فقط ببيع المجلات الجنسية والتي تتنافس بعرض أكبر الصور الجنسية على يافتاتها , قررت حينها أن تستحم عيني بكل شيء شريطة النظرة الواحدة الغير مكررة وألا تختلط بغريزتي النائمة .
أظهرت أوراقي ومايخص حجوزاتي لعاملة الفندق والتي بدورها حاولت اغرائي بغرف معينة لها إطلالة جميلة كي تستفيد ما بحقيبتي من نقود , لكني ذكرتها بأن حجزي 5 ستار ويحق لي أن أختار من الغرف ماأريد وإن لم أجد يحق لي حسب نظام البوكينق تغييير الحجز لجهة أخرى , أدارت لي شاشة الجهاز حينها لأختار ماأريد وبنفس اللحظة أخترت ماكانت عيناها عليه كضربة حظ أو لنقل فراسة مبتدء , طلبت من حامل الحقائب حمل حقيبتي فاعتذرت له ولها لأستلم بطاقة غرفتي وأثقالي الخفيفة بيدي , وفي طريقي للغرفة كانت الغرف التي بأطراف الممر بجانبها بقايا قوارير وكؤوش مطعمة بأحمر الشفاة وأظن أنها كانت تحمل أوزار البؤس الذي رأيته في أوجه اليونايين ! , أستمريت في المشي بالردهة حتى وصلت لغرفتي التي حطت فيها ركاب أنفاسي المتعبة , لأتفاجأ بجمال الغرفة ومطلها ووسعها وخدماتها الخرافية , حينها نزعت ملابسي المشبعة بأنفاس الطائرة والمطار وكل زفير صادفته وعلق بملابسي لأقف تحت ماء ساخن أخرج من جسدي كل نبضات التعب , توجهت على سريري لأقيس المسافة بين عيني والنافذة وبين عيني والسقف وكلي ثقة أن كل شيء فيني سينام إلا أُذني , 


يتبع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق