الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

شيء من الذاكرة رحلة إلى أثينا ـ4

في كل مكان بالعالم تجد أماكن تاريخية يختص بها المسيح عيسى عليه السلام قد يقال لك هنا مشى على الماء أو هنا تنزلت مائدة السماء أو هنا الموقع الذي ولد فيه , كل منطقة بالعالم تخبرك عن شيء يخص المسيح , والمسيح ولد وعاش ورفع على أرض الشام ولم يغادر غيرها لكن انتعاش تلك الأماكن أعتمد على الأساطير لإنعاش السياحة ليس إلا , الأديرة التي تعلو جبل اثينا كثيرة ولكل واحدة منها قصة أوأسطورة , أخبرتني إحدى الراهبات ان في هذا الدير تسكنه العذراء وأنها أختارت هذا المكان لتكون دار لها هكذا تقول ولو أن الترجمة خانتني في كثير من كلماتها , كانت امرأة طيبة لاتفارق الإبتسامة محياها لهذا هي مصداقة لكل تلك الرسومات التي تملأ الدير لكن بالنسبة لي هي أساطير خارجة عن نطاق تركيبة دماغي .


شيء من الذاكرة رحلة إلى أثينا ـ4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توجهت للفندق بعد أن أنهيت يومي مابين المطار والمطعم  والحديقة , تجولت بجولة خفيفة مابين اللوبي والمسبح والنادي الرياضي لأخذ صورة ربما ستخدمني إذا حل الفراغ أو انتابتني لحظات تسمى عُطل مزاجي , توجهت عبر الردهة الطويلة لأستقر أخيراً في مقصورتي الجميلة والتي طابت لي بمطلها الجميل وديكورها الرائع , أرحت جسدي على الأريكة لأتلاعب بالريموت الخاص بالتلفاز متنقل من عالم إلى عالم ولم أجد محطة واحدة أشعر أني خليط معها غير محطة واحدة تبث الأغاني والمنتقاة بلإستعراض الجنسي , لكن الملل يدخل من غير اسئذان , بعدها بوقت كان هناك طرق على باب غرفتي وعندما فتحت الباب كان الأمير الجميل بإبتسامته وهو يقول ( وينك فيه هداك الله ) أخبرته بما مررت به بالحديقة وهو يضحك بصوت عالي حتى أخبرته عن ذلك البريفسور وعن ماقال بالعائلة المالكة وكأن هناك من رش عليه ماء بارد لتتعير كل ملامحه وحركاته وكأني قد عككت بتلك العكة التي كانت حلم الفقير تعرفونها جيداً ؟! .
حاولت أن اغير الموضوع لكن الأمير أصر على معرفة كل ماقاله هذا الرجل قلت له مؤلم أن حدثتك به لكنه اصر وأعطيته كامل النشرة ومايتخللها من زيادات من عندي ربما لحاجة في نفسي او إظهار الصورة بكامل براويزها وهو لازال مطأطئ الرأس مستمع وكأنه لأول مرة يعرف تاريخ عائلته قاطعني ليرفع السماعة ليطلب قهوة وكأنه يقول لي أنت لست كريم وهو صادق في ذلك فقد أنساني كرم الضيافة لأعتذر له وأعيد الإتصال مرة اخرى واكرر الطلب بنفسي , غير الموضوع الأمير وقال لحظة بتصل . فأفرد جواله ليقول للمتلقي عطني الوالد وعندما سمعت صوت والده عرفت هو ابن من وعندما أفرغ قلت وتعم الأب ونعم الشاعر فقاطعني بدون رد المديح ليقول على الموعد انشالله الساعة ال 9 في لوبي الفندق قلت أنشاالله , وذهب من عندي وأنا أشعر بذنب عظيم ولم اعتذر منه الإعتذار الصحيح , ليس لأنه إبن أمير بل لأني لاأحب الخوض في مثل هذه الأمور بأناس تربطهم صلة بهذا التاريخ , قمت لأستعد للدعوة ولأحتار ماذا البس هل أكون بكامل أناقتي الرسمية أو أرتدي أي شيء لكني قررت أن اكون رسمي لإحترام صاحب الدعوة وربما يكون المكان ممتلئ بلأناقة .
بعد أن تجهزت وأقتربت ساعة الموعد إلا دقائق معدودة أتجهت للوبي لأستقر بأحد مقاعده في انتظارهم وماهي إلا دقائق حتى جاء ومن معه فعرفني على أحدهم لم اره معهم بالمطعم وهو من الجنسية الخليجية, ذهبنا للمكان المعد للعشاء لنتفرق بسيارتين وعندما وصلنا للمكان لفتت إنتباهي لافتة مكتوب عليها ( كازنو الف ليلة وليلة ) أرتقينا جميعاُ السلالم المؤدية للكازنو وأنخنا مطايانا على إحدى الطاولات وماكان سوى ثواني حتى جاء اصطف من الفتيات الفاتنان الاتي يذهبن العقول ومايلبسن مما يظهر كل ماخلف لباسهم الشفاف وكأني بكواعب جئنا على مهل ليلهبن الجسد , وحتى هذه اللحظة لاأعرف لماذا هذا الكم كان واقف خلفنا وأمامنا ولم يتحرك حتى غادرنا لكن رؤيتهم بهذا اللهيب الموجع قد أصدر صك العذاب في نفسي طوال تلك السهرة . 
أول من أحيا الحفل كان جورج وسوف ثم فتاة مغربية لاأظن لها ظهور اعلامي لكنها كانت أجمل من جورج , في الطاولة المجاورة كانت مجموعة عوائل لبنانية ولم اللحظ هؤلاء الفتيات بجوار طاولتهم وحتى امتلأ الكازنو لم اجد غيرهم حولنا , دارت الكؤوس وكأن تلك الرؤس قد حان قطافها فلا أنا ولا الأمير شربنا وكنا في كامل طاقتنا العقلية وما أحزنني ذلك الشخص من الجنسية الخليجية عندما أسرف بالشراب وكان البكاء والهذيان حاضران ليتحدث عن مانحط به علما وكأن الرجل قد مسه شيء من سحر , لازال ذلك الهذيان حاضر في ذاكرتي وهو عبارة عن خيانة زوجة ابيه معه ومع اخوته وأشياء كثيرة يندى لها الجبين , قلت للأمير هل تعرف أني اليوم كرهت نفسي وياليتني لم أجب دعوتك , أعتذر بخجل وقال والله لم أعرف أن هذا سيحصل قلت له لكنه حصل وكيف لهذا المسكين وكيف حمله قال لاتهتم أنا سأتدبر الأمر فما كان الا أن حمله بعض الأشخاص وغادرنا الكازنو للفندق ليحملوه لغرفته والتي تعلو غرفتي بطابقين , عندما وضعوه على سريره وهو لازال يهذي ويبكي تركناه واغلقنا الباب خلفنا وأنا أقول لأحد المرافقين معنا كيف سنتركه هنا ربما يؤدي نفسه قال بنفس عالي ( خله وش عليك منه ) . 
تركتهم جميعاُ لأذهب لغرفتي وكنت محمل بالتعب والقلق وكأني أدعو النوم بأن يرحمني مما سأفكر فيه .

يتبع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق