الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

هذا هو وطني وكفى الله المواطنين شر النفاق

أنا رجل أحب وطني كثيراً أُمارس يومياتي معه كما يفعل جدي وأبي , أستمع لكل نشراته الإخبارية وتعليماته التي تصدر من كافة قنواته الرسمية , أراجع دائماً كل سجلاتي وأقوم بتسديد كل الرسوم بجدولة تامة , حتى بيتي يمنع فيه منعاً باتاً أي حديث سياسي 
وأحياناً أعتذر من ضيوفي لو أن أحد فيهم مس وطني أو نظامها ببنت شفة , عندي إيمان كبير أن كل قرار يصدر هو بصالح المواطن قبل الوطن , لقد علمني أُستاذي وأنا في مراحلي الأولى أن أكون حابس النفس جامد الدم عند تحية العلم الصباحية , حتى أني أحيانا عندما تحين الفسحة المدرسية أستجمع كل أنفاسي لأنفثها في فناء المدرسة كي يرفرف العلم , لقد نما عقلي وجسدي وروحي لحب الوطن ولم أسمح لنفسي أن اقرأ اي كتاب مخالف لتعاليم هذا الحب , حتى أني حذفت كافة القنوات الفضائية والزمت نفسي بإستماع محدد لأكون المجد الأول الذي صقلته لنفسي بمعية ال 40 رجل الذين أعادو للتاريخ عز وقوة هذا الوطن , عندما اسافر للخارج أكون رافع الرأس متأبط دفتري الأخضر بكل إعتزاز وأمشي مشي الملوك وأهرول هرولة الجياد وطقطقات نعلي كأنها صوت أسد لأني أحمل روح وطني ونظامه الذي أعزني حتى وأنا في مطارات العالم وحتى وأنا في طرقها وبحارها , فيكفي أن أشهر دفتري الأخضر ليركع لي كل كائن على وجه الأرض لأني أنتمي لهذا الدفتر الأخضر , أُمارس كل حرياتي التي كفلها لي نظام وطني في أي بقعة بالعالم , يتعجب العالم من حولي وكأني كائن مريخي , لأعلمهم التحرر من عبوديات حكامهم وأعلمهم كيف يكون الإنسان إنسان وأحدثهم عن وطني وحضارة وطني وإقتصاد وطني والعدل القائم على تقسيم ثرواته لمواطنيه , وكلما علت الدهشة على وجوههم أزداد رأسي طولا , لقد حدثتهم مرة عن أمير صفع مواطن على وجهه فحكم القاضي أن يصفع الأمير أمام جمع عظيم , حدثهم عن الأمير الذي يسكن بجوار المواطن وجميعهم على استايل واحد متعادلين متحابين لافرق بين أمير ومواطن , لقد حدثهم عن الكثير في بلدي , عن مصانعنا التي تصدر للعالم تقنياتها , حدثتهم مرة عن شقيق الملك عندما استباح لنفسه أرض كبيرة فما كان من الملك إلا أن صادرها ونفاه في منطقة تسمى الربع الخالي .
هذا هو وطني ولكم الحق أن تفتخرون بما أفتخر .

؛ فواز الشريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق