الأحد، 9 ديسمبر 2012

شيء من الذاكرة رحلة إلى أثينا ـ2

بعد ساعتين من غيبوبة أغتلست فيها من تلك الوعثاء استيقضت أطرافي لتطل على عالمي الجديد عبر نافذة الغرفة , حوقلت عيناي بكل إتجاه لأتعرف على معالم أكثر , قررت النزول والبحث عن مايخرس صوت بطني لهذا أرتديت ملابسي سريعاً لأسأل عاملة الرسبشن عن مطعم عربي قريب من الفندق , أشارت لي على مطعم لم يبعد أمتار قليلة عن مكان اقامتي وعندما وصلت المطعم كانت لافتته جزء منها بالعربي لكن مظهره الخارجي منمق ويوحي للمار أنه مطعم ذو ال 5 ستار , قررت الدخول وكان مدخله سلم يهبط بك للأسفل وتفاجأت بديكوره الشرقي الجميل وقررت أن أستعير مكان نائي عن الأعين وحين جلست جائني جرسون من الجنسية اللبنانية فأعطاني خريطة المأكولات وأخترت منها ماأريد , بعد أن سكتت بطني توجهت لأقرب تواليت وهناك صادفت رجل كبير بالسن واضح المعالم أنه سعودي فأشرت إليه بالسلام ورد السلام بصوت جهوري فسبقني ليوجه سؤال لي ( أنت سعودي ) قلت نعم ومع طول الحديث أكملنا ماتبقى منه على طاولتي ثم جاء شخصين يخصون ضيفي لنكمل بواقي الحديث الذي لايدرج تحت أي نص ومن المستحيل حتى أن يعنون , وعندما هممنا بالقيام قال الرجل الكبير لأحدهم ( سمو الأمير وين يبي يروح اليوم ؟) الكلمة هذه بالذات أصابتني بكتلة سقطت من سقف المطعم ليسألني الأمير بلهجة فيها شيء من العلو ( إنت وين ساكن ) أجبته بمحل إقامتي ليتبسم لي ويقول نفس الفندق أجل حنا جيران , أجبته بلباقة غير معهودة مني ( ونعم الجيرة ياسمو الأمير ) عندها اتكأ علي بأسئلة كثيرة / متى وصلت / أنت من أي مدينة / ماذا تعمل / وهل زيارتك هنا للعمل أم الإستجمام / وكأني أمام محقق جمارك في امريكا الاتينية / اجبته بإختصار عن ماسأل وقال : أنت اليوم معزوم عندي على العشاء , حاولت الهروب لكنه أصر وقال موعدنا في اللوبي الساعة ال 9 مساءً , شكرته على الدعوة وأكدت له حضوري , فوودعتهم لأذهب للحديقة التي امام الفندق لأستنشق منها طبيعتها واقطف شيء من زهورها لأمدده نحو انفي , أخترت لي مقعد توسط مساحة الحديقة لأتفاجأ بأشياء وأشياء ربما أشبعت طبيعة الحديقة ضحك وبكاء , هناك يتمدد عاشقين , وهناك احضان , وهناك اشتباكات شبه التحامية , وعيني أتخدت لها مسرح كبير بدون ستارة لأستمتع بمنظر العشاق وهم يدفنون نزواتهم في أحضان بعض , وقتها أمتلكت الكثير من التأملات المفعمة بنوع خاص من الرومانسية المفقودة لدي لكني كنت مستمتع وكل طرف بين أضلعي له نغمة معينة وكأني اقرأ نوتة موسيقية لاأعرف شيء من حروفها ! , قطع علي خلوتي أحدهم حين جلس بجانبي وعندما نظرت إليه حولقت فيه كثيرا لمنظره المهيب فهويكتسي البياض بكل شيء حتى لحيته الطويلة بيضاء وحمرة وجهه زادته بهاء وكأني حينها أشاهد شخصية النبي يعقوب في فلم يوسف أظن أنكم تذكروه جيداً , مع هذا الرجل والذي تفاجأت حقيقة أنه يتقن العربية وهو من اصول تركية كان لي معه وقفة حوارية رائعة ساتلو عليكم منها ذكرا  في الحلقة القادمة .

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق